لا أومن بالرقم 90 بقلم دعاء موسى ،،العراق


أُمي تكرهُ هذه العددَ ايضًا
مُنذُ عامِ ١٩٩١ ذهبَ أبي إلى الحربِ
و لم يَعُدْ
تَرَكَنا نأكلُ الصبرَ لحمًا
فَوَزَّعْنا العوزَ بين الطرقات
في أيامي الأولى في المدرسةِ
كُنْتُ أكتبُ رقمَ ٩٠
كعصا بدونِ رأس
وَبّخَتْني المعلمةُ
كلّما مَرَّ هذا العدد
أسمعُ صوتَ سِياطٍ
أثارها تنمو في يدي
لم تُخطئ قدمي أبدًا
أُدحرج الكرةَ لأضعها في الزاويةِ ٩٠ مِنَ المرمى
بانفجارٍ بُتِرتْ سعادتي
شاهدتُ أصدقائي كيف يعبرون الخسارةَ
واحدًا تلو الآخر
سئمتُ وأنا كصخرةٍ على الكرسي
هزيلٌ جسدي ممتلئٌ بالدخانيات والاناشيد الوطنيةِ
دفنوا ساقي في منتصفِ الملعبِ
ليمتدَ الانتصار بأقدامٍ راقصةٍ
يرتدي المنا تسعينَ قناعًا
كلّ يومٍ قناعٌ يَنزعُ قناع
من هلعِ الاقنعةِ
طوينا المجلات كقاربٍ للنجاةِ غير الشرعي
جيل التسعين
يحملون أحلامهم في أكياسٍ
تَمرُّ السنينُ
لا يحتفلونَ بمجدها
معها تُدفن صور الحبيبة
مُذكراتهم مليئةٌ بالشيب
بشرابِ الموتِ يَحْيَونَ جائعين
ينامونّ حالمين بالحريةِ
بالكلمةِ الواحدةِ
المشنقةُ هنا والحبلُ هنا
و لحيةُ الجلادِ هناك
فلتبقى خالدًا ايها القلبُ
إنَّ هذه المقصلةَ هي الخلود
.
درجة عقد قريبا
.