الدولة الوطنية….والدولة الدينة/ بقلم خالدة النعيمي

كل الدول في العالم التي يزيد عددها على
200 دولة منها الكبيرة ومنها الصغيرة ومنها الغنية او الفقيره ومنها القوية او الضعيفة ومنها المتماسكة وغيرها الفاشلة وهذه الناجحة وتلك الفاشلة…
ومايهمنا هنا النظام السياسي الذي تقود الدولة بمختلف مسمياته لانه سيتبنى عقيدة اوفلسفة هي التي سترسم مستقبل تلك الدول فتحولها من فاشلة الي ناجحة كما في راوندا وكوريا الجنوبية او من ناجحة إلى فاشلة كما في سوريا والعراق او تنقل حكومة تلك الدولة من دولة فقيرة الى غنية كما في الامارات اوبالعكس كما في حال العراق او تحول الدولة من كيان ضعيف الى دولة يعتد بها لامتلاكها زمام الامور والقوة كما المانيا او تنقل تلك الدولة من وصف الدولة القوية إلى دولة هامشية كما حال البرتغال وتبقى وسائل وطرق نقل الدولة وتغير هويتها عديدة منها الاقتصاد والسياسة وغيرها من فعاليات تمسك بها سلطة ذلك البلد ومايهمنا هنا هو هوية ذلك النظام السياسي الذي يقود الدولة….
فكثير من دول العالم تبنت في قيادتها للنظام السياسي للدول الوطنية فقط وجردتها من كل معاني ومسميات أخرى يحملها سكان تلك الدول ونأت بذلك عن الديانة والعرقية والمذهبية وغيرها من خصائص سكانية لتكون بمأمن عن الكثير من المشاكل التي قد تهدد كيانها في حال سلمت أمرها لذلك فعلى سبيل المثال نرى الكثير من دول العالم فشلت لانها تبنت الخطاب السياسي المغلف بالدين مما اثر على قدراتها الذاتية وبالتالي عدم احتفاظها بمكانها التي تستحق فهذه الفاتكان المسيحية انكفأت وبقت دولة هامشية لاتجاري دول العالم الأخرى لان عنوانها صار دينيا وبالتالي هفت دورها السياسي رغم كونها دولة واول عناوينها التي يجب أن تكون هو الجانب الوطني وهذه منيمار البوذية على نفس الوصف وكذلك ايران التي اعطت للجانب الديني الاسلامي اكثر من اي اساس اخر في وجودها لذا بقيت تراوح مكانها ويصبح الامر اكثر تعقيدا عندما تتنساق ايران الى الايغال في الدين لتوظف احد مذاهبه وهو المذهب الجعفري ليكون اساس نظام الحكم بل ان فلسفة ذلك النظام وقوانينه تقوم على الاسس التي يعتمدها المذهب الجعفري لتسير سياسة ذلك البلد لذا نرى ان ايران تقوقعت في مكانها بعد ان كانت امبراطورية لها وزنها في محيطها الإقليمي والدولي….
واذا مااريد لاي دولة ان تنهض وتقوم وتقوى وتنجح عليها تدارك هذا الامر اي ابعاد الجانب الديني وتفرعاته المذهبية عن سياسة الدولة وتجريد سلطة الدولة من اي تنوع ديني او مذهبي وكل دول العالم التي وصلت إلى مراتب متقدمة واحتلت مراكز من الرقي والازدهار ماكانت تصل إلى هذا الوصف الا بتجردها من هذه الخصائص
لكن لماذا تكون الدولة في حالة نجاح اذا ما عزلت الدين عن سياستها؟؟؟
لعل الجواب هنا يكمن ان شعوب العالم متنوعة الاديان والمعتقدات واي تشابك في ذلك سيضعف من كيانها خصوصاً اذا ماكانت متنوعة الأديان والمذاهب كالعراق مثلا…
وبعبارة أخرى ان اي دولة في العالم لايمكنها الاستمرارية اذا ماوضفت الدين إلى جانب السياسية في أدائها بل يصبح الدين احد الأسباب التي تعيق تقدمها لان كما ذكر ان المجتمع خليط من الاديان والمعتقدات وهذا شأن كل دول العالم بل هي حالة مورثة متجددة انعكست على طبيعة النظام السياسي..
واذا ماانتقلنا إلى الحاله العراقية نجد ان اهم الاسباب التي جعلت العراق يتراجع إلى هذه المرتبة هو استخدام الدين واي دين انه الدين الإسلامي بكل عناوينه الكبيرة وتعاليمه من قبل الطبقة الحاكمة بل استغلاله لخدمة السياسة مما بدأ واضحا من خلال اداء الحكومات المتعاقبة والتي فشلت فشلا ذريعا في ادارة الدولة والوصول بها إلى بر الامان و اذا مااستمر الحال على هذا النحو فان العراق في طريقه إلى الانحدار والضياع حتى يصبح شى من الماضي للاسف…
بقلم خالدة النعيمي
